عن قواعد اللعبة في هذه المجموعة

شـاكر لعـيـبـي

 

أية ضرورة يمكن أن تدفع شاعراً لأن يكتب كلمة عن تجربته الراهنة؟

في اضطراب المشهد الشعري وزحمته لا نرى من ضير في أن يدلُّنا الشاعر العربي عن الضرورات التي تنبثق عنها قصائده، ويشير، خاصة أثناء غيبوبة وعي النقد، إلى درجات اختلافه أو اقترابه من الاستعارة السائدة والمخيال الشائع والأساليب الجارية اليوم مجرى عمود شعري جديد

 

وعلى ما يبدو فإننا بحاجة، إلى جوار النص الشعري المكتوب، إلى محاججات نقدية قوية ليست من طبيعة التنظيرات الطائشة التي لا تقول شيئاً ذا معنى محدداً. إن إفراط وابتسار الكلام الأدبي الذي تشهده ثقافة العرب، خاصة فيما يتعلق بقصيدة النثر التي من الصعب أن تُقال فيها الكلمة الفصل، يعزز أهمية حضور حجج جديدة

 ثمة إذن نيّة في القصائد الرئيسية في هذا الكتاب أن تُليـَّن وتُطرَّى قساوة قصيدة النثر التي نثق بقدراتها، وذلك عبر استخدامٍ للقافية. إننا أمام القافية المغنية ولو حضرت في مقام قصائد غير موزونة

 

وإذا ما تطابق البعض أو الكثير من أبيات المجموعة مع أوزانٍ عربية معروفة، فلأن النية كانت تتجه نحو إجراء تعديل جوهري على قصائد النثر السابقة المنشورة بدءً من (نص النصوص الثلاثة) 1982 من أجل مصالحتها ومقاربتها مع الموسيقى العربية لكن من دون التخلي عن طلاقة الصورة الشعرية، أو هجران الإستعارة: جوهر الشعري. وبالطبع فإن بعض قصائد المجموعة الموزونة تود الإلـماح إلى أن القافية تدعم الوزن من دون أن تـتماهى معه

قصيدة نثر إذن غير موزونة ولكن مقفاة

بعد أكثر من ربع قرن من الكتابة، فإن هذا المسعى يقع في معاودة فحص الأشكال التي أثبتت فاعلية كبيرة في تاريخ الشعر العربي والعالمي، واستقراء التفصيلات الصغيرة، الطفيفة لكن الدالة في القصيدة مثل عملية التقفية

 

يتعلق هذا الأمر بالإيقاع الداخلي للشاعر مؤلف هذا العمل الذي يجد نفسه، في هذا الوقت بالضبط، في حاجة ماسة، حاجة مطلقة إلى الغناء. هناك محاولة للمزاوجة بين كتابة نثر بالغ الوضوح في نثريته، سنقول في تطرفه النثري، وكتابة شعر مُـمَوْسَق يتشبث ببساطة الغناء

 

سوى أن بساطة الغناء إنما هي ضرب آخر من ضروب التطرف، ذلك إنها قد تحيل، مثلما أثبتت تجربة الشعر الحديث، إلى شكل منـمـَّطٍ وسهل، مميت للشعر

 

إن محاولة هذه القافية تود كذلك الاستهداء بالقصائد النيئة لهواة الشعر الذين لا يتقنون بحور الشعر العربي، وهم يظنون بأن مجرد إدراج القافية في نهايات الأبيات كفيل لوحده بمنح نصهم سمة الشعر وخصائصه. إننا ندرجها مثلهم لكننا نجري تعديلاً على قواعد اللعبة ونحن نزعم السعي الحثيث وراء صفاء الشعري، الصعب

 

تغدو الكتابة الشعرية، ضمن هذا التصور، مغامرة محفوفة بكل العثرات الممكنة وتسمح بجميع النقود

 

على أن قصيدة نثر، غير موزونة لكن مقفاة، لم تنبثق هكذا عبر إرادة صلبة فحسب من طرف الشاعر. إنها قد طلعت كذلك عفو الخاطر، وكأن الشاعر كان يلملم فيها خيوط تجربته السابقة الموزعة بين كتابة شعر موزون إلى كتابة نص نثري، بل التنظير لقصيدة النثر بحماس لم يهجره حتى إشعار آخر. طلعت هذه القصائد بسبب ضرورة روحانية تفوق الفعل الإرادي وتصير هي نفسها إرادةً. أنها نوع من صيرورة دائبة للقصيدة المتنقلة من حقول التجريب إلى مجالات المعرفة الـمتراكمة

 

وكما هو معروف فإن الروح الشعري لا يتقمص شكلاً واحداً نهائياً. فهو يمكن أن يطلع من أماكن غير متوقعة بأشكال في غاية الإختلاف. الكتابة هي الجوهر الأساسي وهي تختار دائماً شكلها حسب التجربة الداخلية للشاعر

 

الشاعر هو فلاح الحقل دائم الخضرة، الـمُطلـِّع الأصنافَ كلها تحت شمس العالم

 

جنيف 14-4-2001

شـاكر لعـيـبـي

الحجر الصقيلي

شعر

 

عيون فان كوخ

سوّى الحصان عُرْفَـهُ

وانحنى محدقاً في الحشرهْ

في بتلة الغاردينيا المتفسخة في الطينْ

عَدَّ إلى العشرهْ

واختفى خلف سياج الياسمينْ

42-5-1999

جارات يوسف الناصر

 

هذا  الطفل المدلل المسترخي تحت سماء من العناب

هذه  الحدوة المرمية تحت السرير

هذا الغصن الذي يطقطق في حركة الكرسي

هذه القطة النائمة في القشرة اليابسة للبطيخة الحمراء

هذه الجارات التي لا تكف عن المروق في الحديقه

- ما هذا يا يوسف ؟

- أشباحي

لندن 3-1-1997

 

عربي على دراجة هوائية

(ملهاة بصوت واحد)

وُلدتُ في قلب جُـمَّيـزة

وكان جسدي ملوثاً بروائح التراث

ولدتُ في ممرات الحديقة الزرقاء

وكانت المفردات تجدح بين أسناني

رأيت الأبجدية تتقافز في مشية الوعل

ألف ولام وياء وألف وسين وميم ونون

عزقتُ التراب وابتنيت داراً قرب تربة أجدادي

سهمٌ طائشٌ أصاب سويدائي الثاني

كنت البحة النائمة على العتبة الشمعية

فزَّتْ كواكبي، منذ حين، من حلمها الدائري

شطحتْ كيزانـي على أثواب الصبيّات

إنني وردة في كف ترتجف عشيّة العيد الكبير

عبدٌ أنا، آبقٌ أنا يتعلم نظام اليمامهْ

طاردتني عصا راعي الفجر، وكنت أطلع مع الفجر ورديا

طاردتُ الصدى في خفقة السوط

تتبعتُ صرخات الطلق قرب سرير أختي

قلعتُ حجارة المعبد لأبني حوضاً أرى فيه السماء

إنني الهندي المتكوم في المبدأ البسيط

إنني سنبلة تتمايل قرب فم الأفعى

زيني وشيني سواءٌ لدى ملوك الحواضر

إنني الظبي أترنح سكران بثوبي المزركش بين جبال الكرد

قرأتُ سطراً سماوياً في فلقة البذرة المتدحرجة في السهب الأعظم

اخضرتْ آلامي في اخضرارات الغضار الصيني

مسحتُ على جبهة أخي المطيبة بدم الأخوين

إنني الثقلان

إنني البرهان على قلق العصفور الـمحوِّم حول أنثاه

أنا العشبة الخنثى تتسلق شباك الجارهْ

سأقهقه

سأدق طبولي يوم ختان الحضارهْ

وأقهقه

هاه هاه هاه هاه

أنا قاطف الريحان من بستان الخليفه

أنا الغربية المتكومة في حجرتها بانتظار الربيع

دَلـَّيْتُ الحروف إلى قرطاس الناثر

وأعليتُ من شأن الجروح الطفيفة على ساعد الجندي المستوحد في ظلمة المغارهْ

إنني الرغيف المالح الخارج، حَرِداً، في عز الظهيرة

طـَيـَّبْتُ أثوابي لعرس صديقي

وحملتُ زهرتي في ولائم البنفسج

لا سَكِيَنة في قلب غرابي المهاجر بين ليلين

على الحياة أن تعترف أمام كاهني بأخطائها الكبرى

هاه هاه هاه هاه

الفضائل تراجعت أمام هلالي المسنون القرون

غنَّيتُ العشبةَ التي كانت تغني الغصون

صَوَّحتُ بنشيد وحيد القرن

داعبتُ طيور السجن وواسيتُ المجنون

وكانت قصيدتي تخرج عاريةً من الحمام

إنني شاعر إكزوتيكي

طاردتني فلول العرب من منفى لمنفى

وطاردتُ غراب الجزيرة من سواد لسواد

نامياً بين ريش الغراب

ألمْ أقـُلْ للكثير بأن يَقِلَّ

وللقليل بأن يتأنى

أنـّى لي بهذا وذاكْ

أنـّى لي بحنكة العارف ولعثمة المـُعرَّى

قلتُ للشفة كوني ظلاً لجسدي

لأكون فداكْ

قلتُ للعين الجميلة كوني

أفَلَمْ أختلق مرآتي

أفلم أحيد عن السراط لكي أحدِّدهُ

أفلم أقل بأنني سيِّد الرنة ومملوك النغمات

ألم تتضح عورتي بعد لعيون العذارى

كم من جرح خفقتْ حمامتي فوقـه

كم من ريح أفسدها لهاثُ فأسيَ الهابط الصاعد

كم من قرارة يأس فاحتْ في قرارة كأسي

أنا حشرة ما قبل التاريخ المحفورة على حجرٍ

أنا شاعر خرَّبه التنقل في زخارف المعموره

ضجرٌ ينام على ضجرٍ

أنا إقطاعي الشعر

سخر المهرجون من خطواتي وتصويتـي

لكم تأخرتْ العجلات باللحاق بقدمي

أنا صديق الفلكيين حاسبي العدم في الحبة والقيراط

أنا قرين الكوارث التي خصَّب عماها النبات

أنا عين الحـَجـَل

تزوجتُ فلاحة مصرية قبَّلتْ، مرة، في ظل نخلة

حبات الغيظ المتساقطة من جبهتي

أحببتُ الخسارات ونبذتُ الخمور

أجفلتْ قهقهتي أعمدة سمرقند

وحرَّكتْ أقراط النساجات الكبيرات العاقلات

أنا ورق الخريف الـمتبعثر تحت أقدام الرخويات

في شارع التأوهات العاليه

أنا رقصة الجند في ليلة احتلال العاصفه

بحثتُ عن معنى في حبات الرمّانه

فتشتُ عن الحقيقة الجارية في السواقي

أكلتُ قلب الشجرهْ

لكن تدفق الفجر أكلني

نمتُ رخي البال بين فكي أُسُوْد بابل

لم يهجع الأخطبوط اللابط في قلبي

ولم تنم الزنابق الدوّارة حول أسطورتي

هاه هاه هاه هاه

أنا الاستعارة التي استعارها الثمل لكي لا يقول

أنا الكلمة الأخيرة التي قالها الياقوت

أنا يوسف النائم في خيوط العنكبوت

أنا أول خطوة في غربة المتنبي

أنا دمعة موليير

أنا النوء الكربلائي محمرّ العينين

أنا كأس أبي نواس الرجراجة بالخناس

تحرَّزتُ بخلخال هاجر

لأنني النسمة التي تنعش الوسواس في قلب الفاجر

أنا حكمة اللاشيء في غرفة الإغريقي

أنا رجل إستاطيقي

هاه هاه هاه هاه

أطلقتُ العقل لفوضاه

وعقلتُ الجـَمَال في بنصري

فاعلن مستفعلن فاعلن مستفعلن

أنني شاعرٌ مستفعلٌ في ظلامٍ فاعلٍ

هاه هاه هاه هاه

سيقهقه هذه الشاعر

من يقدر أن يعتقه من نجواه ؟

على بحيرة جنيف، أفريل 1999

 

ليلة العاشق

من الجسدِ الـمُبلل

يَغارُ الخبزُ الطازج

من أصابع الأموات تقطر الروعة

على عتبة طافحة بالأنوار

الهواء، وحده، مكان إقامته

الهواء، أُمُّ الصرخة المكظومة، يعبث

بالقش الحيّ، المجروح،

المتناثر على تلال صدرها

الفوّاح برائحة الصندل الرطب

الصائح في الليلة الرطبه

 

مفجوعة كانت من شدة النبض في حجر طاحونتها

مـيـِّت كان بـجفنين منغلقين على الفجر

زهرته تتدلى، بوجه غريب، على هوة الوادي

 

ثمة القمر الأبكم

وظل الزهرة المبسوط فوق الأخدود

 

ليس سوى الباب يئنّ في الليلة القائظهْ

القط القابع في ظلمة الحجرة يـهـرُّ

وعروة الدلو تتقلب تحت الندى

الريح مقوَّسة على الجسد

والنجم ضعيف

 

ستمنحه، عشيةً، التينة الملدوغه

ستهديه بقايا العنقود

ستناوله أطراف الريح التي خرجتْ للتو من صبابتها

الريحان سينام أخيراً في ملاسة القطيفه

 

بقامةٍ مترنحةٍ قاما إلى الماء العاري

نهضا من اشـتبـاك الـلاءات إلى

تعبِ

الحجلِ

الناشبِ

أظفاره

في

قلبيهما

 

الوردة تنتصب في آخرة الجبَّانه

النقش البديع يلوح على طرة الصبي حديث الولاده

كان رماداً مخصّباً بالنار (يا لعمى الإستعاره)

كانت الحمامةُ تهرب من طيش الحصى

الرطوباتُ

والأعيادُ

والختاناتُ

هل مرقتْ عصفورةُ الموتِ من بوّابة الحيّ ؟

25-7-1998

 

رباعـيتـان إلى هاجر

إلى هاجر م. غ.

 

لكم فيروزة هجعتْ على خَدَرٍ في الترابِ

لكم مَسَحَتْ رياحُ الشرق خديها بإكرة هذا البابِ

لكم من حُرة حَيرى تــَبـَعْـثـــَر عطرُها والعذاب

لـَكَمْ ضَيـَّعْتُ شمساً في منافي الغرابِ

 

 

لكم فتشتُ عن يدٍ قمريةٍ تشعشع وسط الضبابِ

لكم من ليلةٍ دارتْ وحارتْ في لياليَّ العجابِ

لكم نـَـقـَّلــْتُ خطوي بين ليلى والربابِ

كأني ياغريبة أهتدي بخطى غريبة في سواد الكتابِ

جنيف 18-2-1998

الأَجَلُّ

إلى هاشم شفيق

غصَّ الفتيُّ بالكلام وغصْ

ثم أنطفى في شهقة النص

 

تعِبَ الفتى ونامْ

على تويجة الكلامْ

 

كـَثـُرَ الندى وقَـلّْ

في غربة الورد االأجلّْ

 

بخٍ بخ بخْ

شاخَ الزمانُ ولم تـَشِخْ

روَّضتَ جارحةً

وعبرتَ فـَخْ

جنيف 14-3-1999

 

الغريب

 

أمسك بالطمأنينة ونوَّمَها في سرير الصغير

أمسك بالبهجة وعَقَلـَها مع العجولْ

أمسك بالسعادة ونفخ في رقبتها

كلمة السرّ الكبيرهْ

أمسك ببطر الأميرهْ

وذبـحه في البستانْ

أمسكَ بالإيمان وعَلـَّمه التواضعْ

أمسك بالوقت الضائعْ

وأغلق عليه القنينهْ

لا شيء سوى آهاتهِ

في غسق المدينهْ

لا شيء سوى الضحك الفاجعْ

على درجات السلم الحجريّ

لا شيء سوى وشـمات الغجريّ

مرسومة فوق نياط القلب الهاجعْ

فوق تطريزة المخدهْ

لم يعرف، في المنفى، أندادا

لم يتلمس أطراف صخرة الحدودْ

تلقَّط بقاياه فحسب

ولمـْلَمَ ، من ثمَّ، حدَّهْ

ما أشدَّهْ

هذا الضبع المكسور الخاطرْ

ما أبـهج فجره المفطور فطرا

ما أحلى عينيه هذا السادرْ

في لمعة النجمهْ

 

أمسك العزيمة وسرَّحها مع الغيومْ

أمسك الفضائل ورقَّصها ترقيصة السائر في نومهْ

أمسك الأربعين وسقاها كوثر العشرينْ

أمسك الهواجس وألبسها فستانا

أمسك بالعـِبَر وذكـَّرَها ببهجات الحانهْ

أمسك بالظنونْ

وطيـَّنَ بها قاعة المسجونْ

أمسك بالفنون وزيَّن بها الحربْ

حنانيهْ

إمَّحتْ آثار الشرق أمامه وعلامات الغربْ

إمَّحى الحصن الحصين أمامه

إمـَّحى الأمام أمامه

ما أنظر وجهه الـمُجلو بماء الذهبْ

وهو يغطّي المساء بمعطفهِ

وهو يتجول بين اللهفة والحيرهْ

وهو يقلِّب العلة والسببْ

التفاحة طازجةٌ بين يديهْ

حنانيهْ

 

أمسك بالعالم وعلَّمه الطيرانْ

أمسك بالجرح وبعث به الى باريسْ

أمسك بالرجس ومزَّق صورته الشمسيه

أمسك باللوعة ولوَّعَها

أمسك بعروس الشعر فألفاها دون عريسْ

أمسك بالطاسة الخزفية وشرب منها

أمسك بالهجران وشرب من نبعهِ

أمسك بالفرقد ووضعه تحت السندانْ

أمسك بـمندل الخديعهْ

وطيَّب به أثواب الإخوانْ

أمسك بالسرمدي وسيَّجَه بالزائلْ

أمسك بالحـظ المائلْ

ووجهه نحو خـط الإستواءْ

الحنطة والرماد لديه سواءْ

الصمت يسمّم الهواءْ

والقول هراءٌ فاترْ

يُفْسِد عزلة الطائر في بحبوحة الغناءْ

جنيف 26-5-1999

فيرونيك

Véronique

 

إنكسرتْ مِرْآة القوَّالة بالحق

فلم تستطع أن ترى حمرة السُماق على الشفهْ

لم تستطع رؤية الجرح الصغير على الجبينْ

ولا أنفها الملوث بالطحينْ

ولا عين الجـعـل الذاهب للمعركهْ

 

انكفأت (فيرو) الى مدخل الحوش الرزين

شُبـَّاكها مرآتها الآن……

حزيران 1999

باولو

Paulo

 

أين اختفى قلبه الرابعْ

أين سقطت منه عينه الثالثهْ

 

كيف سيمضي تحت العاصفهْ

في أمطار اليوم السابعْ

جوليانا

Juliana

داعبتْ قطةً

وسَـمَّتـْها إيطاليا

ثم دحرجتْ أمامها الصوف

وسَـمـَّتـْهُ العالمْ

 

داعبت هرَّتـها ذات العينين الشمسيتينْ

وسَـمَّتِ السجّادة سهوب لومبارديا

ثم وضعت بين مخالبها فضائل الفيلسوفْ

 

خدها مقمر وعيناها ياقوتيتان

جوليانا الطالعة مبلولة في برنسها

تحت أصوات الدفوفْ

27-5-1999

ماري-كلير

Marie-Claire

كما لو الريشة تتهادى

في الريح الساكنْ

كما لو طيش الحمامهْ

تلتقط قشيشات العدمْ

قرب فخ العالمْ

كما لو بطء الغمامهْ

تظلل الآم الكائنْ

الساعي خلف المستحيلْ

كما لو بهجة الدائرهْ

أمام تجهم المستطيلْ

كما لو أن شمس الجنوب

تخفت وراء وجهٍ جميلْ

27-5-1999

سيرجو

Sergio

الفاجر ذو الحزام المطعم بالفصوصْ

يلتهم شمعة الكنيسة

في عيد الصقالبة الكبيرْ

الفاجر البولوني آكل المرارهْ

في حرب الحدودْ

إنتهى الى الغابة البنفسجيهْ

فالفى عزاءه في البتلة الوحيدهْ

الصابرة في نهاية الطرف المسدودْ

28-5-1999

ماتياس

Mathias

سارقُ الحجارةِ من المعبد الأثني

لن يسرق النصْ

سارق النارْ

لن يسرق الأثمارْ

خصَّبتْ روحه الصاعقهْ

وأجهش وحده في ظلمة الغارْ

27-5-1999

أعشابٌ موسـميةٌ

في الطريق الريفيِّ نجمةُ الصباحِ سقطتْ على شعْر الجميلهْ

عشبةٌ حامضة لذعتْ لسانـها

ضربة الشمس ترنحتْ طويلاً في رئتيها

وكانت زهرة الجبل المهدَّبة

تتقلبُ في التراب المتناثر حول قامتها

 

الغـنائم والهزائمْ

مراَّ على ظهرها العاجيْ

الصقور والحمائمْ

تطايرا من بين ثدييها

القصائد والتمائمْ
مكتوبان على جبهتها

النمرُ الوليدُ وغزالُ العراقْ

تمرِّغا تحت عُري أقدامها

المسيح والبـُراقْ

مازالا مرفرفين على سريرها منذ حين

 

سماءٌ مائلهْ
تمايلت ذاك الصباح فوق جفونـها الذابلهْ
فـُستقةٌ كبيرةٌ

طفرتْ من قلبها

ليلة القَدْرِ بين يديها كانت تفوحُ برائحةِ التُفـّاحْ

شتاءات الصعتر كانت ترتجف تحت تنورتـها

كان العالم يزدهر في هفوات شفتها شديد الحمرة

وكان يطلع من جرحها، مدمىً، آدم النوّاحْ

صارخاً على بابـها العاري

بابـها العالي الملتمع تحت ضربات الصواعقْ

بابـها الغارقْ

في احتشاد الأعشاب الموسميهْ

26/3/2001

في القطار الذاهب من تورنتو الى مونتريال-كندا

الحجر الصقيلي

حجرٌ يقول إلى حجرٍ

حدثني عن ماضيكَ

ويحلم، فجراً، تحت وطأة الفجر الصقيلي

حجرٌ يهذي تحت ثقل الجذوع الملفوعة بالنار الأزلي

الماء كريمٌ يترجرج في اليد

والهواء النوّاح يـتوغل في عروق الأميره

النائمة في الضفة الهاذية الأخيره

من العالم البحري

ضفائرها الطويلة المسواةْ

تطفو في غبطة المياه الوثيره

الموت والحياةْ

ينامان في حجرتها المضاءة بالتماعة الزيتونِ

الصحو والسباتْ

يتناوبان النظرْ

إلى مهدها الرعويْ

المترنح مع قوارب النجاةْ

كم تسلقت العنـزة السوداء سلمها الجبلي

كم تمايل الريحان ثملاً في خضرة عينيها

لكم سيظل العقل السعيد مهاجراً في ليلها

الدمعة تلمع في عين الغزالْ

الممكن والمحالْ

يتزاوجان في القفص المشرع على البحر

الحلو والمرْ

يأكلان في صحنها الخزفي

النبيل واللئيم

يتقاسمان شفتيها

يتقاسمان رمانتها المفطورهْ

البحر والمعمورهْ

يسوّيان سكِّينة الأبَدِ من جسدها

فوق مهدها وفوق لحدها

تضيء فوانيس الإغريقْ

ترفرف أخطاء العرب

الفرحة والكربْ

يقبعان في حاجب السيدة الحزينه

القابعهْ

في كهفها البحري

 

 

حجرٌ يحدِّث حجراً عن ماضيه

الصياد والصقر يسهران على الحجر الكريم

الصياد يغرق في زرقة السماء

وعين الصقر تسيلْ

الكثير والقليلْ

يتقلبان على سريرها

الألم القوي يبكي أمام شاهدة الهواء العليلْ

الرجس والطهارهْ

ينقشان في قلبها ذات العبارهْ

الحذاقة والغرارهْ

ينبثقان في دمعتها الشمسية الفوّارهْ

آه أيها الزنجبيلْ

الفواح في ثيابها

آهٍ يا أيها الفيل

المتبسم لانبعاث الأمير من الرماد والإمارهْ

في ثوب الحدادْ

آه أيها الماضي

الذي يجرح قلب العشبة في الوادي

آه أيها الماضي الذي يعض على إصبعه ندماً

الذي يأكل قلوب العاشقات الرومانيات الخارجات من الحمّام

أيها النهر الذي يشيخ مبكراً في منفاه الغريـنـي

أيها الماضي

أيها الماضي

أيها الماضي

أيها الماضي

أيها الحجر الصقيلي

صقيلية 15-مارس ‏2001‏

مونتريال 22-مارس 2001

الناس

الناس تقول انقرض الناموسْ

الناس تؤول موتَ الناسْ

تقرأ كف الـمَيْتِ وروح الـمحبوسْ

الناسُ توسوس في قلب الجمرهْ

وتقلقل حِمل الشجرهْ

الناس غلاةٌ وغيارى

يمضون حيارى

من طاقات النورِ إلى رائحة السوسْ

الناس سهارى

في ليل الطاعونْ

يـمدون يداً للأبديِّ المطعونْ

الناس التوَّاهونَ جهارا

بين دروب الجعلان السودْ

الناس القديسون يُصلُّون على قبرٍ منفردٍ في الأرضْ

والبوَّالون على قبر في الأرض كذلكْ

الملاكون لروح الزئبق

والحمَّالون لروح السوقْ

الغول، الثؤلول، التوأم والثوم، الأرضيون وعُبَّاد النور، القرآن، الماحوز، الناس البلبل والسجادة والقرميد، الفتك، السحر وغالية الهند، القرحة والفرح السنوي ويوم الفيضان، الناس الإشماس وسكرة عربيد العرب النائم في حد السكين، طويل الوجه، الشامة في جسد المعبودة مستلقية في الظل، العاقل والمعقول النائم في الحقل سعيدا

يـمدّد رجليه سعيداً كالهفوهْ

كهوامِ البيت بعيداً في الطرف المغرور من المنـزلْ

كالحوَّةِ في شفة العازبْ

 

الناسُ الحيرانةُ في ليلِ القَدَر الأعمى

قرّاء البخت مِنَ أجل البخت العاثرِ والعانسْ

الناس المخلوعون مُذِ اليوم السادسْ

من ملكوت الربِّ

المبهورون بألوان الضبِّ

على ساق النبتهْ

الناس الحكمة والفلتهْ

هائمةً في سُكْرِ الفاجرْ

الناس الحاكم والشاعر والتاجرْ

يستجدون الأبديَّ الواقف في الريحْ

التاريخ سُدَى

والكائن رمية أحجارٍ في السهب العاري

التاريخ سُدى

التاريخ مدى

وكتاب مطعونٌ بالسكينْ

التاريخ سُدى

والأعشاب مُدَى في خاصرة العاشقْ

التاجر والشاعر والفاسقْ

مجتمعون على مائدة السرمديْ

من أجل هلال العربيْ

ورايات الكردي المارقْ

في الجبل العالي

الناسُ حظوظٌ عاثرة في الصيفْ

وخطوط مبهمةٌ في الرمل

الناسُ طيوفٌ مرمية فوق الحائطْ

الفـَتَكَهْ

ذو الخِرْقة والصعلوكْ

المالك والمملوكْ

الدمعة تتلألأ في العين العارية الكبرى

والماء الـمتبقي في جوف البئرْ

سِلْمُ الخاسر والمتنبي في ذات القبرْ

الجاحظ والأحوص في ذات العَتَمَهْ

فاطمة وثريا الموطوءة بنعال الـمـُغـْل على ذات الهودجْ

النجم الثاقب والقمر الأهوجْ

يعتنقان بفسحة عدم الله

الله الله على الناسْ

الوردةُ والخناسْ

المأكولان سُدىً

منذُ متى عُرِّفتَ بأن الأعشاب سكاكينٌ في خاصرة العاشقْ

الله الله على الولد الغارقْ

في أمواج زُحَلْ

في القافية الطنانـهْ

والرنّانـهْ

والطنـانهْ

والرنّانـهْ

والطننـــّنانه

الرنـّا

الطـّنا

الرنُّ، الطنُّ، أننننننننـــــن……......

جنيف 14-1-2001

وداعا يا وحيد القرن…….!

أغنية إلى نهاية القرن العشرين

وداعاً أيها الحصان المعدني، وأهلاً يا غزالة الأثير..

لكم قطـّعتَ أنفاسنا بقفزاتكَ المثيرة في الحلبة المئوية،

لكم فَجَعـَتـْنا نظراتُ عينيكَ الساهمتين في الكواكب،

لكم آلمتْ رفساتكَ أكباد أمهاتنا. أخواتنا ينظرن الى ذلك الشيء الخارج من بين قدميكَ الخلفيتين،

آباؤنا يتطلعون إلى صهوتكَ المزركشة بالمصابيح

أيها الحصان الحصان الذي تعلم الطيران في درب التبّانة والذي يفجع تحليقه حمائم الكنائس

الجموح الـمنمسخ الى وحيد قرن هجم على دواجننا وكلابنا وغرف القصب التي ابتناها أجدادنا،

أيها الأدرد وداعاً،

وداعاً أيها البهلول الخارج مبلولاً في عواصف الكهرباء،

في فوحانات الغازات السامة،

في أنواء المغناطيس المتثائبة بين السلالم الضوئية،

في المركبات الدائخة قرب النجوم،

بين الذرات والزهور السامة،

أيها المتقلب في قوارير المختبر الذي طالما اختبر أرواحنا،

أيها الناهض من اندثار الغابات وانقراض الجوارح،

أيها الأخضر النائم في رائحة الدولار،

يا مَبْكى القرون على الحائط الآيل للسقوط لكن الشاخص حتى اللحظة مبرقشاً بذرق الطيور ومحاولات اللبلاب.

أيها (الحبـّاب) العارج عرضاً الى شارع الداعرات العجائز

وداعاً يا مُذلّ الكواسر ومروّض الأفلاك وكاسر قلوب الشعوب،

أيها التلميذ النجيب في مدرسة العاطلين عن العمل منتجي القيمة وفائضها،

أيها العاض بظر إمه في صعود الرايخ وفي سقوط القدس،

أيها البطل الباكي قدام أغنيات الامريكان اللاتينيين الخاسرين ،

والماشي في تـرنـُّحات ثـمل الشيوعية،

يا مُقٍّسم حبة الحنطة ومُغْرق البُن،

يا حارق الغابة الإستوائية والقاسم بالقسطاس حدود القارات،

يا فلذة طفرت من أكباد الشهداء بين الحربيـن،

يا مُبذّر قروش الأيتام،

يا باذر الأمراض الجنسية في الحديقة الآسيوية،

يا مخترع السياحة على بشرة النحاس.

أيها المندهش من سماكة عمائم الشيعة،

أيها المختفي في القمقم الذري،

 

لا حدود لك،

لقد اخترتَ الخروج عن حدود كُرَتـِنا،

لا تخوم لبسالتكَ ونذالتكَ كليهما،

لعظمتكَ وسفالتكَ النائمتين في غرفة واحدة.

شجرتك تتحجر وعصافيرها تتعرى من ريشها،

لا حدود لعدالتكَ وظلمكَ المتزوجين منذ الأزل لكن المخرِّفين في نهاية العمر.

عمركَ..أنت المشتعل بين الألوان والأشكال عسيرة الولادة،

بين النغمات والرقصات المنفلتة من مداراتها،

الأعظم أنت في الأغنية اليائسة،

الجمال الأكبر المتكبر يوما بعد آخر.

أنت جناحا الفراشة التي تأبدت في الحديد.

 

أنت الطارق الذي خضَّ أبواب العصور.

صدرك مُعرَّى وظهرك مخرومٌ بالرصاص.

يا مكتشف الزهرة البلاستيكية والأوزة الجصية،

أيها النائم في كهوف اللاوعي،

السابح في بحيرات الوعي البشري حيث لتحويم الهوام طنين عالٍ..

ماذا سأقول أنا ابنك البار الفاني

وداعاً يا وحيد القرن.

اليوم الأخير من سنة 1999

 

مقام عربي

إلى أحمد مختار

في بريـة الأَعرابْ

الذبابةُ الهرمسيةُ تحوِّمُ حول الربابـهْ

وشبح الوترْ

يترنح سكران في عتبة البابْ

كان القدرْ

ينحنى شارباً من طاسة الأحبابْ

في بغدادْ

 

كرَّ الزمان وعادْ

طمر الأغرابُ صدعَ الزهرةِ في جبل الأربابْ

الظلُّ مسدولٌ على العباءات المهاجرهْ

في منافي الغرابْ

 

في لـَ‍مـْعة الماعونْ

تطنّ

من أجل عيون البقر الوحشي

وعجيزة الربابْ

 

الأوتار تهذي في غسق الغابْ

بالنغمة القدسيهْ

تن تتن تن تتن تن تتن تن تتن

تن تن تن تن

تن تن

 

 

كر الزمان وفرَّ

وهم سادات للعدم النامي في نطفة الأحقابْ

همُ أحِبـَّتـِي

همُ حقبة الملح المحمول على موجة البحر

تضرب في شفتي

وتمسُّ الحظ الجالسْ

في غرفة العانسْ

 

الريح تصفق البابْ

تن تتن تن تتن تن تتن تن تتن تن تن

تن تن

تن تن

 

اللمعة تلمع في برزة النابْ

تن تتن تن تتن تن تتن تن تتن تن تن

تن تن

تن تن

جنيف 14-10-2000

جلال

جلَّ جلالُ الوردةِ

أختُ الريحْ

 

جلَّ جلالُ الوردهْ

تتمايلُ قربَ قرون الـمعزى الجبليه

 

جلَّ جلالُ ظلالِ الوردةِ

تؤوي الدودةَ ضائعةً والـجـعـْل الـملهوفْ

 

جلَّ جلال الظل الورديِّ

الـمبتعدُ الآن بعيداً عنا.

 

جنيف 9-10-2000

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفم الأحمر المتشظي على المخدة البيضاءْ

 

الفم الأحمر المتشظي على المخدة البيضاءْ

ما زال يطلِّع الأسئلهْ

ما زال يدمدم بأغنية الهواءْ

ما لنا كلنا جـوى

يقول ظلام الفناءْ

ما للعظاية لا تتمطى إلا في رهبة الشتاءْ

ما للهياكل لا تقوم إلا في صعود الأخيلهْ

وفي طلوع الأهلَّة أعلى من جبل الجلجلهْ

والبكاءْ

البكاء الـمرُّ يـَطـْلَعُ كما تطلع الأسئلهْ

من العين التي تسيلْ

في عتمة الرواقْ

الفم الـمحمرُّ ما زال يدندن للقرب وللفراقْ

والعين تدمع من أجل ظل الشجرة التي تميلْ

في لحظة الذراع المرتعشهْ

ساعة العناقْ

جنيف 22-4-2001

 

هنا ترجمة الحجر الصقيلي الى الإيطالية والفرنسية

Shaker Laibi

La pietra siciliana

Una pietra dice a un'altra pietra

"Raccontami il tuo passato"

Lei sogna sotto il peso dell'alba siciliana

Una pietra delira sotto la pesantezza di uno tronco consumato dal fuoco eterno

L' acqua generosa freme nel palmo della mano

e l'aria insanguinata penetra le vene della Principessa

che dorme sopra l'ultimo scoglio delirante del mondo marino

Le sue trecce galleggiano nella beatitudine delle acque abbondanti

La morte e la vita dormono nella camera

rischiarata dallo schianto delle olive

Il risveglio e il sonno guardano uno dopo l'altro la sua culla pastorale

che si dondola con il canotto di salvataggio

Quanto la capra nera era salita sulla scala montagnosa!

Quanto le mirre avevano oscillato nel verde dei suoi occhi!

Per quanto tempo la ragione felice rimarrà emigrata nella sua notte

La sua lacrima brilla nell' occhio della gazzella

Il possibile et l'impossibile si sposano nelle gabbie aperte sopra il mare

Il dolce et l'amaro mangiano nel suo piatto di ceramica

Il nobile e l'ignobile si spartiscono le sue labbra

si spartiscono la granata disinnescata

Il mare e la costa affilano il coltello dell'eternità del suo corpo

Sopra la sua culla e sopra la sua tomba

si illumina la lampada dei Greci

e prendono il volo gli sbagli degli Arabi

La gioia e la disperazione dimorano nel ciglio della signora triste

accucciata nella grotta marina

 

Una pietra parla a un' altra pietra del suo passato

Il pescatore e l' aquila vegliano sopra la pietra preziosa

Il pescatore si affoga nel blu dell'orizzonte

e l'occhio dell'aquila affonda

Il poco e il molto si rigirano sopra suo letto

Il dolore forte piange davanti alla pietra mortuaria dell'aria buona

Il puro e l'impuro scolpiscono nel suo cuore la stessa sentenza

La lucidità e l'innocenza sorgono nelle sue lacrime solari

e abbondanti

Oh zanzabil emana nei suoi abiti!

Oh elefante che sorride per la rinascita del Principe dalle sue ceneri

e per il principato ricoperto dal lutto!

Oh passato che ferisce il cuore dell'erba nella valle!

Oh passato que morde le sue dita di rimorso

che mangia il cuore degli amanti romani uscenti dal bagno!

Oh fiume que invecchia presto nel suo esilio di limo!

Oh passato!

Oh passato!

Oh passato!

Oh pietra siciliana!

Sicilia, 15 marzo 2001

Montréal, 22 marzo 2001

Traduction: Mathias Brambilla

Shaker Laibi

La pierre sicilienne

Une pierre dit à une autre pierre

"Raconte-moi ton passé"

Elle rêve sous le poids de l'aube sicilienne

Une pierre délire sous la lourdeur d'un tronc tanné par le feu éternel

L'eau généreuse frémit dans la paume

et l'air sanglant pénètre les veines de la Princesse

qui dort sur l'ultime côte délirante du monde marin

Ses nattes tressées flottent dans la béatitude des eaux abondantes

La mort et la vie dorment dans sa chambre éclairée par l'éclat des olives

L'éveil et le sommeil regardent tour à tour son berceau pastoral

qui se balance avec le bateau de sauvetage

Combien la chèvre noire à gravi l'échelle de la montagne

Combien les myrrhes avaient oscillé dans la verdure de ses yeux

La larme brille dans l'œil de la gazelle

Le possible et l'impossible s'épousent dans les cages ouvertes de la mer

Le doux et l'amer mangent dans son assiette de céramique

Le noble et l'ignoble partagent ses lèvres

partagent sa grenade éclose

La mer et la côte aiguisent le couteau de l'éternité de son corps

Sur son berceau et sur sa tombe s'éclaire la lampe des Grecs

et s'envolent les fautes des Arabes

La joie et la détresse résident dans le sourcil de la dame triste

accroupie dans la cave marine

 

Une pierre parle à une pierre de son passé

Le pécheur et l'aigle veillent sur la pierre précieuse

Le pécheur se noie dans le bleu de l'horizon

et l'œil de l'aigle s'effondre

Le peu et la multitude se tournent sur son lit

La forte douleur pleure devant la pierre tombale du bel air

Le pur et l'impur gravent dans son coeur la même sentence

La lucidité et l'innocence surgissent dans ses larmes solaires et abondantes

Ô zanzabil exhalant dans ses vêtements

Ô éléphant qui sourit pour la renaissance du prince de ses cendres

et pour la principauté qui blesse le coeur de l'herbe dans la vallée

Ô passé qui mord son doigt de remords

qui mange le coeur des amoureuses romaines sortant du bain

Ô rivière qui vieillit tôt dans son exil de limon

Ô passé

Ô passé

Ô passé

Ô passé

Ô pierre sicilienne

Sicile, 15 mars 2001
Montréal, 22 mars 2001
Traduction: l’auteur en collaboration avec Mathias Brambilla

 

 

عودة الى الصفحة الرئيسية