أيامي تمضي في كَرَّاتِ المِسْبَحَة

 

أيامي تمضي في كرَّاتِ الـمِسْبحَةْ

ولياليها تجيءْ

وأنا أراقِبُ أنْ يكتمِلَ البدر

الضائعُ في غبارِ الـمَجرَّةْ

 

ليلةٌ تسترخي على ورقِ النعناعْ

وأخرى تُضِيءْ

في جوزةِ قلبِها

وثالثةٌ تفيءُ من غيِّها

عند انبلاجِ وجهِها على زجاجِ النافذةْ

 

ليلةٌ أمضتْ يومَها في لُزُوجَةِ القوقعةْ

وأخرى تلاحِقُ ليلةً فائتةْ

وكنتُ أبِيْتُ في دارةِ القمرِ الأولى

وكانتْ تنامُ في ملوحةِ الخبزِ السَّاخنْ

كنتُ أنامُ، أنا أيضاً، في ملوحةِ البحر

وأَسْتَنْشِقُ حموضةَ العُشْبَة

وأتذوَّقُ مرارةَ جسدِها

وأتقلَّبُ في مرأى تماوجِ الزَّغَبِ الفاجرْ

 

فجراً سأركضُ خلفَ الفجرِ الطَّالِعِ وهو يجتازُ الحقولْ

فجراً سوف ينفطِرُ الكائنُ عن كائنيْنِ مُسْتَوْحِدَينْ

في وساوسِ العتمةْ

 

20-8-2001 في الطائرة من أمستردام إلى جنيف