المشكاة: فن اسلامي فريد يرصد الاحداث والمعلومات التاريخية

 

 

رسمي الجراح- تعرف المشكاة بأنها الزجاجة او القنديل الذي كان يوضع فيه  المصباح وكان من فوائده حفظ نار المصباح من هبات الهواء وتحويلها الى ضوء ينساب في اركان المكان، وكانت المشكاة  توضع في المساجد ودور العبادة وكانت تعلق بسلاسل حاملة للمصابح تتدلى من السقف.
وتشبه المشكاة في شكلها اناء الزهور فهي ذات جسم منتفخ منساب الى الاسفل ينتهي بقاعدة لها رقبة على هيئة قمع متسع، الوانها تتراوح ما بين الاحمر، والاخضر، والابيض والوردي ، ويبلغ عدد المشكاوات المعروفة نحو  300 مشكاة جزء منها في المتحف الاسلامي بالقاهرة وغيرها في متاحف اخرى عربية وعالمية.
تعود المشكاوات المعروضة في المتحف الوطني الاسلامي الى الدولة المملوكية ، ويبدو ان صناعة المشكاوات بلغت اوجها بصفة خاصة في القرن الثامن الهجري 14 ميلادي نظراً للطابع الفني الفريد الذي امتاز به المجتمع المملوكي وكان له الاثر الواضح في تطور هذا الفن شأنه شأن الفنون التطبقية التي ازدهرت في عصر الدولة المملوكة.
حظيت المشكاة بمنزلة رفيعة لدى السلاطين والامراء وسجلوا عليها بطريقة النقش والرسم المعلومات والاحداث التاريخية، وحين ازدهرت صناعة الزجاج واستقرت في مصر وتطور فن صناعة المشكاة بسرعة لشدة الحاجة اليها لتزيين واضاءة المنشآت الدينية الضخمة التي تنافس السلاطين والامراء والاثرياء على بنائها تقرباً لله عز و جل.
وتشتمل الكتابات على المشكاوت حقائق تاريخية واجتماعية وادعية وآيات قرآنية ، واسماء المكان ، الصانع وصاحبها، المالك، والتواقيع.
وتنفذ الكتابات على شكل اشرطة عريضة تلف جسم المشكاة ورقبتها وقاعدتها ويستخدم في الكتابة خط النسخ المملوكي وبأسلوب معروف ومميز لدى علماء  الآثار والفنون ، ويمتاز بانه خط  فخم وجميل حروفه انسيابية فيما حروف الالف واللام  رشيقة، ونسبة متوازنة وقد يمزج الخط بزخارف نباتية او ازهار منخورة، او وحدات هندسية مكررة.
ويترك صناع المشكاة شعار خاص عليها وهي شارة يمتز بها السلطان او الامير عن غيره وقد تكون زهرة او طائر او حيوان، واية مفردة اخرى تكون على صلة بالوظيفة التي يشغلها مالك المشكاة.