غازي الذيبة
رحلة ابن فضلان
في مستهل تقدمته لكتاب
«رحلة ابن فضلان» الصادر عن دار السويدي
للنشر والتوزيع بالامارات ضمن سلسلة ارتياد
الآفاق يكتب شاكر لعيبي محرر ومعد الكتاب «صدرت
الطبعة الاولى من رحلة ابن فضلان بدمشق سنة 1959
عن مجمع اللغة العربية دمشق بتحقيق الدكتور
سامي الدهان‚ بتقديم واسع وشروحات ضافية‚ ثم
صدرت طبعتها الثانية عن مديرية إحياء التراث
العربي في وزارة الثقافة والارشاد القومي
السوري عام 1977» ثم يعرج اللعيبي على فضاء هذه
الرسالة الرحلة ويلاحقها‚
وابن فضلان مولى لفاتح
مصر محمد بن سليمان‚ ويعتقد ان رسالته كتبت
كنوع من أنواع السفارة لمرؤوسيه‚ ويشير
اللعيبي الى ان اهمية رحلة ابن فضلان تقع في
انها تزود التاريخ العالمي بشذرات مهمة عن
انماط معيشة شعوب قلما سجلت‚ انها تسد ثغرة
تاريخية في هذاالمجال وتعتبر رائدا في
الاشارة لتاريخ الشعوب الصربية والروس منهم
على وجه الخصوص‚ ومن الرحلة الرسالة نقرأ:
فلما كان وقت العصر من
يوم الجمعة جاءوا بالجارية الى شيء قد عملوه
مثل ملبن الباب فوضعت رجليها على اكف الرجال
واشرفت على ذلك الملبن‚ وتكلمت بكلام لها
فأنزلوها‚ ثم أصعدوها ثانية‚ ففعلت كفعلها
في المرة الاولى‚ ثم انزلوها واصعدوها ثالثة‚
ففعلت فعلها في المرتين‚ ثم دفعوا اليها
دجاجة فقطعت رأسها ورمت به واخذوا الدجاجة
فألقوها في السفينة‚ فسألت الترجمان عن
فعلها فقال: قالت في اول مرة أصعدوها: هو ذا
أرى أبي وأمي وقالت في الثانية: هو ذا ارى جميع
قرابتي الموتى قعودا‚ وقالت في المرة
الثالثة: هو ذا ارى مولاي قاعدا في الجنة
والجنة حسنة خضراء ومعه الرجال والغلمان وهو
يدعوني فاذهبوا بي اليه‚ فمروا بها نحو
السفينة فنزعت سوارين كانا عليها ودفعتهما
الى المرأة التي تسمى ملك الموت وهي التي
تقتلها ونزعت خلخالين كان عليها ودفعتهما الى
الجاريتين اللتين كانتا تخدمانها وهما ابنتا
المرأة المعروفة بملك الموت‚ ثم اصعدوها الى
السفينة ولم يدخلوها الى القبة وجاء الرجال
ومعهم التراس والخشب ودفعوا اليها قدحا نبيذا
فغنت عليه وشربته‚ فقال لي الترجمان: انها
تودع صواحباتها بذلك ثم دفع اليها قدح آخر
فأخذته وطولت الغناء والعجوز تستحثها على
شربه و الدخول الى القبة التي فيها مولاها
فرأيتها وقد تبلدت وارادت دخول القبة فأدخلت
رأسها بينها وبين السفينة فأخذت العجوز رأسها
وأدخلتها القبة ودخلت معها‚ وأخذ الرجال
يضربون بالخشب على التراس لئلا يسمع صوت
صياحها فيجزع غيرها من الجواري ولا يطلبن
الموت من مواليهن ثم دخل الى القبة ستة رجال
فجامعوا بأسرهم الجارية ثم اضجعوها الى جانب
مولاها وامسك اثنان رجليها واثنان يديها
وجعلت العجوز التي تسمى ملك الموت في عنقها
حبلا مخالفا ودفعته الى اثنين ليجذباه وأقبلت
ومعها خنجر عريض النصل فأقبلت تدخله بين
أضلاعها موضعا موضعا وتخرجه والرجلان
يخنقانها بالحبل حتى ماتت»‚
Date:December-27-2004
الوطن القطرية